عاجل
الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الفخر .. والنصب!

همس الكلمات

الفخر .. والنصب!

الطموح لا يرتبط بأي سن من عمر الإنسان، كما أنه لا يقف أمامه أي عقبات بل يتخطى أي عوائق من خلال القوة التي لا يستهان بها، التي تخلق في داخله من خلال ذلك الطموح، لتكسبه القدرة على بذل مجهود أكبر لكي يحقق ما يريد من أحلام.



 

والسبب في حديثي،  سرد قصتين على النقيض من بعضهما، فها هو أكبر طبيب فى مصر حديث التخرج يبلغ من العمر 61 عاما، وبفضل طموحه حقق حلم حياته في مزاولة مهنة الطب بشكل رسمي، بعد حصوله على كارنيه نقابة الأطباء.

 وعلى النقيض، مثال الغش والنصب، وهو  الطبيب الذي  كذب على زوجته، وانتحل مهنة الطب بل ومارسها، وهو فى الواقع "ممرض" وشهرته "سرنجة".

 

وبالنظر إلى الطبيب الملهم الذي نجح وحقق طموحه وحلمه إيمانا بأن "أكبر المحيطات في العالم يتكون من قطرات صغيرة من الماء".

فهو فى الواقع، لا  يستحق الفخر لأنه فقط حقق حلمه في ذلك السن المتأخر، ولكن لأنه تحمل عبء إخوانه العشرة فى زمن كل واحد بيقول  "ياللا نفسي".

 إنه الطبيب "عادل فهمي"، الحاصل على شهادة التخرج من  كلية الطب جامعة الأزهر، بكالوريوس الطب والجراحة، وقضى فترة الامتياز  بعد التخرج بمستشفى الحسين الجامعي، ويتخصص في مجال أمراض الباطنة باعتباره تخصصا مميزا بالنسبة لاحتياجات غالبية المرضى، حيث إن مجال الجراحة وإجراء العمليات قد يقف السن عائقا أمامه.

ويعود حلم د. عادل، ووالدته، منذ عام 1984عندما التحق  بكلية الطب جامعة الأزهر، وكان متفوقا في دراسته حتى السنة الثانية، لتتغير الظروف بعد وفاة والده، ويجد أن في رقبته 10 إخوة، فقرر أن يتحمل المسؤولية مع شقيقه،  وترك الكلية.

ولتفوقه في ذلك الوقت في هوايته المفضلة هي رياضة الرماية،  والتي حقق فيها بطولات  كبيرة وحصل على العديد من البطولات في مجال الرماية بالبندقية، أتيحت له فرصة التعيين بمطار القاهرة لتفوقه في الرماية، وكانت بمقابل مادي  كبير، واتجه للوظيفة والتي كانت تشترط التفرغ وظل بها حتى أصبح مديرًا عاما وترك دراسة الطب.

وظل يعمل فى وظيفته حتى اطمأن على إخوته وزواج البنات، كما تزوج أيضا وأنجب أولاده، ولكن لم ينس حلمه الذي راوده كثيرًا، فقرر العودة مجددًا لكلية الطب عام 2008 وظل  يدرس بها متغلبًا على ظروف بيته وعمله  وكان يذاكر مع أولاده الذين أنهوا دراستهم الجامعية، وظل بالكلية لمدة 14 عامًا تقريبًا أي 3 أضعاف الفترة الدراسية الطبيعية، وتخرج عام 2022  ودخل بعدها مرحلة الامتياز.

وأصبح طبيب امتياز تجاوز سن الستين من عمره، وأصبح أكبر طبيب امتياز سنًّا في مصر، وأنهى فترة الامتياز بمستشفى الحسين الجامعي بالقاهرة في 19 من فبراير الجاري، وتدرب  على أيدي أطباء عظام وطاقم تمريض على أعلى مستوى يقدم خبراته للطلاب.

ومن واقع تجربته الفريدة، يؤكد أن الطب ليست بالنسبة له وظيفة يحصل منها على دخل ثابت، حيث أنه ميسور الحال، ولكنها رسالة وحلم، كان يعيش لتحقيقه.. ليكون عظة ونبراسا وقدوة للكثيرين. 

 

وفى مقابل تلك القصة الملهمة، تأتي قصة الطبيب الزوج المزيف، حيث تقدم إلى أسرة  زوجته، على أنه يعمل طبيبا بأحد المستشفيات الخاصة في القاهرة، إضافة إلى أنه لديه عيادة يستقبل فيها المرضى ومحدد بها أيام لعلاج المرضى بالمجان، وكانت الزوجة قد تعرفت عليه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وأنه يقيم بمفرده في محافظة الجيزة وباقي أفراد أسرته يعيشون في بلدتهم بإحدى محافظات الصعيد.

و تم الزواج وبعد حوالى 6 أشهور، فوجئت بالصدفة ومن خلال حسابه على صفحة التواصل الاجتماعي بـ"الفيس بوك" أنه يعلن على صفحته أنه طبيب، وهذا يعد أمرا طبيعيا، ولكن قام أحد أقاربه بالتعليق على ما كتبه مازحا، وقال له: "إنت خدت الدكتوراه إمتى؟" دي البلد كلها بتسأل عن سرنجة.

 وأثار ذلك التعليق الزوجة وبحثت على الفيس بوك، حتى  اكتشفت وجود  تعليقات قديمة، على بوستات له، تشير إلى أنه ليس طبيبا وكان دوره في البلد يعطي الحقن للمرضى،  وعندما واجهت الزوج النصاب، وطلبت منه زيارته في العيادة أو المستشفى الذي يعمل به،  رفض واعترف بالحقيقة، إنه ليس طبيبا ويعمل ممرضا في مستشفى خاص، لتنتهى حياته الزوجية التي بناها  على كذبة وخداع.

ألستم تتفقون معي، أن صاحب الطموح هو الذي يسعى لنيل ما يصبو إليه، لا يعرف اليأس ولا العجز، وكلما  تعثر نهض سريعا فهو لا يعرف للفشل معنى، ويجد لحياته قيمة واستمرارية وفخرا من الجميع حوله،  أما من يرغب في الوصول سريعا بالكذب والنصب والاحتيال، فتكون نهاية حياته وتدميرها والفشل وسخط المجتمع عليه ونبذه، فيا شباب اليوم "اعملوا بجد اليوم حتى تحصدوا غدا مشرقا وناجحا". 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز